42 - التسلل إلى السجن 2# - مايك الطاعن

الفصل 042 : التسلل إلى السجن 2# - مايك الطاعن.

------------------------------------------------

دخل (أورين) مع الحارس (جيريمي) وذهب به إلى مكتب إستقبال السجناء، فتوقف حتى يتحدث إلى أحد الحراس العاملين في المكتب.

"(مارك)، سوف أضع هذا في إحدى زنزانات المجموعة C." وكان يمسك بـ(أورين) من ذراعه بقوة.

نهض الحارس (مايك) من مكانه وأخد يحدق في (أورين) بشكل مريب وقال:

"همم؟ من هذا الشخص؟ لماذا لم يأتي مع السجناء الآخرين؟"

أجابه (جيريمي): "أرسلوه للتو. لقد كانت مسألة عاجلة، لأنه...اهمم..."

فكر (جيريمي) بسرعة في تهمة معينة وقال: "قام بقتل بعض الأطفال."

عندما سمع (أورين) ذلك شعر وكأن صاعقة خرجت من فم (جيريمي) واخترقت قلبه: (مــــاذا؟!)

ضحك الحارس (مارك) ضحكة الشخص غير المصدق لذلك الكلام وقال وهو ينظر إلى (أورين) باشمئزاز:

"حقا؟ وغد لعين..... ضعه في الزنزانة رقم 07، مع (مايك الطاعن). ذلك سوف يلقنه درساً قاسياً!"

ثم اقترب من وجه (أورين) وقال له باحتقار: "استمتع ببقائك في سان مارتن، أيها الحثالة."

تحرك (جيريمي) وهو يشد (أورين) من ذراعه حتى وصلوا إلى ردهة خالية من حراس فقال له بصوت منخفض بعد أن تركه:

"حسنا، ها نحن ذا. ارتدِ بذلة السجناء. من الآن فصاعدا ستكون لوحدك."

شيء واحد ظل يفكر به (أورين) بشكل كبير منذ أن تحدثوا إلى الحارس (مايك)، فسأله:

"(مايك الطاعن) هذا... هل هو خطير؟"

رد عليه (جيريمي): "إذا لم تستفزه، فلن يؤذيك. وإلى جانب ذلك، أنت سوف تبقى هناك لساعات قليلة فقط."

سأله (أورين) سؤالاً آخر: "ماذا حدث لزميله في الزنزانة السابق؟"

من المعروف أن في السجن يكون السجناء على شكل مجموعات سواء 2 أو 3 أو 4 أو أكثر ماعدى الحبس الإنفرادي. لذلك فعندما قام الحارس (مارك) بإعطاء أمر لـ(جيريمي) بأن يضعه مع (مايك الطاعن) فهذا يعني بأن زميله في الزنزانة السابق قد حدث له شيء ما. فأجابه (جيريمي):

"لقد تم طعنه."

شعر (أورين) بالعرق يتصبب منه بشدة وقال خائفاً: "ممتاز! آهه"

فقال له (جيريمي )بنبرة جادّة: "أنا أضع عملي على المحك هنا، لذا أخبر (نوح) بأنني لم أعد أدين له بشيء بعد الآن."

أومأ (أورين) برأسه بدون أن يتكلم وأكمل ارتدائه لبذلة السجناء الخاصة به المخططة بالأبيض والأسود وكأنه حمار وحشي، وذهب به مباشرة إلى المجموعة C التب بها العديد من الزنزانات وكان ذلك المكان عبارة عن طابقين، وصراخ السجناء وضحكهم العالي جداً جعل من (أورين) ينزعج قليلاً ولكنه يدرك بأنه ليس في موقف يستطيع فيه التذمر.

وأخيرا وصلوا إلى الزنزانة رقم 07، ففتحها (جيريمي) وصوت ارتطام المفاتيح الكثيرة ببعضها البعض قوي جداً. فعندما دخل (أورين) إلى الزنزانة بقي بجانب الباب الحديدي وتحدث إليه (جيريمي) هامسا:

"لديك من الآن حتى الساعة 18:00 مساءًا. حينها سوف آتي لكي أخرجك من هنا، حسنا؟"

أومأ (أورين) برأسه وقال: "نعم مفهوم."

حينها أومأ (جيريمي) له برأسه أيضاً وغادر، حتى توقف قبل أن يبتعد كثيراً واستدار إليه ليقول له بنظرة جدّية:

"وحاول أن لا تُقتَل." ثم ذهب ليكمل عمله في مركزه.

ظل (أورين) متمسكا بباب الحديدي البارد وهو ينظر إلى (جيريمي) بينما يغادر وصدى كلامه لا يتوقف عن التردد في رأسه، فاستدار ببطئ إلى الوراء ليجد (مايك) الطاعن مستلقيا على ظهره فوق السرير المزدوج السفلي وهو واضع ساقه على الأخرى. ففكر (أورين) بأن يلقي عليه التحية ويقدم نفسه إليه، فقال مرتبكا:

"أحم... مرحبا!"

في تلك اللحظة فتح (مايك الطاعن) عينيه ونظر مباشرة إلى (أورين) مستغرباً:

"هاه؟"

ثم قفز من مكان استلقائه بسرعة وأخرج من أسفل سريره سكّينا حاداً جداً وأشهره أمام (أورين) على بعد متر ونصف تقريباً وقال محدقاً إليه باستغراب:

"مــاذا؟! من أنت؟"

عندما رأى (أورين) السكين في يديه فزع على الفور وكان يقول مع نفسه:

(اللعنة! لديه سكين! لا بد من أنك تمزح معي!) ثم تحدث إليه وكلامه متقطع من الخوف:

"اهمم... أنا... أنا (أورين)...ز-زميلك الجديد في الزنزانة..."

كان (مايك الطاعن) رجلا بنفس طول (أورين) وهو في منتصف العمر لكن بدون لحية، شخص سمين قليلاً من البطن إلى أسفل الجسم، ذو عينان صغيرتان وحواجب قوسيّة مستديرة، فاقترب قليلاً منه وهو غاضب وقال بصوت مرتفع:

"زميلي الجديد في الزنزالة؟ لماذا أنت هنا؟ من الأفضل لك أن تخبرني بالحقيقة أو سوف أقوم بطعنك! لأنني سأعلم إن كنتَ تكذب عليّ!"

لم يستطع (أورين) الهدوء وهناك سكينا ينتظر متى يخترق جسده بفارق الصبر، فقال له بارتباك وخوف:

"حـ-حسنا! سوف أقول لك الحقيقة! أقسم لك!" ثم صمت لوهلة وقال بعدها:

"الحقيقة... الحقيقة هي أنني لست سجيناً، هناك حارس قد وضعني هنا بعد أن تسللت لأنني أبحث عن سجين معين هنا! لقد كنت أطارد طائفة دينية سرية تسمى *

أبناء عشتروت*

لبعض الوقت وأنا أعتقد بأنه يملك معلومات مهمة عنهم!"

رفع (مايك الطاعن) حاجبيه من الذهول والإستغراب الشديد وقال:

"ماذا بحق الجحيم... أنت... أنت أدخلت نفسك في حفرة الجحيم هذه؟"

أجابه (أورين) مرتبكاً: "اهممم... أجل."

فسأله مرة أخرى مستغربا بشدة: "برغبتك؟"

أجابه (أورين): "أجل."

في تلك اللحظة ظل (مايك الطاعن) صامتاً لوهلة ثم ابتسم وبدأ يضخك رويدا رويدا:

"هاه..... هاهاها... هاهاهاهاهاهاهاها..."

ثم أغمض عينيه وفتح فمه الكبير كله ليطلق ضحكة قويةً بينما يده التي تحمل السكين تنخفض إلى الأسفل: "هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها!"

فوضع راحة يده على وجهه وأكمل ضحكته التي لا يبدو على أنها سوف تنتهي في وقت قريب جداً:

"يا إلاهي! هاهاهاهاهاهاهاهاها!"

ثم انحنى وأمسك ببطنه التي بدأت تؤلمه ولكنه لا يستطيع التوقف عن الضحك:

"هاهاهاهاهاهااهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهااها!"

***

بعد مرور دقائق قليلة...

"هاهاهاهاهاهااهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهااهها!"

كان لا يزال (مايك الطاعن) منحنيا ويضحك بشدة. حتى توقف بعد مدة تدريجياً، وقال بينما يلتقط أنفاسه:

"يا إلاهي، هاها، لم أضحك هكذا منذ عصور. أنت شخص مضحك، أنت تعجبني... قلت بأن اسمك هو (أورين)؟ أنت تذكرني بنفسي عندما كنت بنفس عمرك يا (أورين). أنا لن أقوم بطعنك. في الحقيقة، أنا سوف أساعدك." ثم أخفى السكين تحت السرير.

ابتسم (أورين) من السعادة وقال له:

"رائع! شكرا لك يا (مايك)."

ثم قال محدثاً نفسه: (اتضح بأنه ليس شخصاً سيئاً.)

ثم رفع حاجبيه مجدداً وقال وهو مفتخر بنفسه:

"حسنا إذا، استمع جيدا، لأنني سأقول لك شيئاً أعرفه أنا فقط. أنا.... أعرف كيفية إيجاد كنز (هنري إيفري)، أعظم...."

حتى قاطعه (أورين) والذي وبشكل غريب لم يعد خائفاً منه فقال له:

"لا،لا،لا، ليس لدي الوقت لكنوز القراصنة وقصص السحر يا (مايك)، لدي ما يكفي مع المنظمة السرية التي أحاول الإيطاح بها. ربما في وقت آخر."

أجابه (مايك الطاعن) وهو ليس غاضباً على الإطلاق: "حسنا، أنت الخاسر إذا. فقط أخبرني بما تحتاجه إذن."

"أنا أبحث عن شخص اسمه (آدريك ليبيديف) هل تعرفه؟"

أخد (مايك الطاعن) يحك رأسه بينما يفكر في ذلك الإسم وقال:

"اهمم... لا، لم أسمع بهذا الإسم من قبل. ولكني أعلم من قد يعرفه. سوف يفتحون أبواب الزنزانات بعد 3 ثوان، وستكون لدينا بضع ساعات حينها."

قال (أورين) متحمساً: "رائع!"

وبعد 3 ثوان من كلام (مايك الطاعن) فُتِحت الأبواب تلقائياً، ثم قال:

"أرأيت؟ لا يملك السجن أسراراً لا أعلمها. هيا لنذهب إلى الساحة."

***

خرجوا إلى ساحة السجن واتخدوا مكاناً بعيدا عن السجناء الآخرين للوقوف والتحدث.

"حسنا، استمع إليّ بعناية. ما سوف أقوله لك الآن هو ذات أهمية قصوى."

ثم أشار إلى 3 أشخاص في ركن من أركان ساحة السجن بدون أن يرفع يده، حيث كان أحدهم يجلس على طاولة خشبية وهو رجل شديد السمرة وقال:

"هل ترى ذلك الشخص الضخم الجالس على الطاولة؟"

عندما رآه (أورين) اندهش من حجمه قائلاً: "يا إلاهي، ذلك الشخص ضخم!"

فأكمل (مايك الطاعن) كلامه:

"ذلك الشخص اسمه (كلاميتي). هو نوعاً ما يعتبر قائداً للسجن. لا شيء يحدث في هذا السجن بدون أن يعلم عنه. إذا كان أي شخص سيقول لك مكان الرجل الذي تبحث عنه، فذلك هو الشخص المقصود. وكذلك، يجب عليك أن تعرف العصابات الرئيسية التي تسيطر على هذا المكان. أولاً، هناك *

عائلة حرب العصابات السوداء*

، يرأسها (كلاميتي)."

وكان يقصده هو والسجينان اللذان معه بجانب الطاولة. ثم أشار إلى مكان آخر، إلى 3 رجال واحد منهم وجهه لديه وشم جمجمة صغيرة يتمرن على رفع الأثقال ذلك هو رئيسهم وشخص آخر ضئيل الحجم يساعده في ذلك، والشخص الثالث معهم في العصابة يحرسهم.

فأكمل: "وتلك هي *

المافيا المكسيكية*

، التي يرأسها (راؤول)"

ثم أشار إلى مكان آخر، إلى 3 أشخاص آخرين إثنان منهم لديهما ندوب كبير على وجههما وأوسطهم لديه وشم ليد بيضاء على وجهه. فقال عنهم:

"وأولئك هم *

النازيون الجدد*

، مع (والتر السفاح) الذي يرأسهم"

ثم نظر إلى 3 اشخاص آخرين في مكان آخر لديهم وشم لـ

شمس مايو

في جبهاتهم، واحد منهم نحيف جدا وواحد سمين مثل (مايك الطاعن) وشبه أصلع والآخر أسمر ومليء بالعضلات، فقال عنهم:

"وأولئك الأشخاص هناك هم *

عشاق الشمس*

، الوحيدون الذين يملكون تقريبا نفس قوة نفوذ (كلاميتي)."

استغرب (أورين) مما سمعه للتو بأن هؤلاء لديهم قوة ونفوذ قريبة من (كلاميتي) الذي يبدو ضخماً وقويا جداً. فسأله:

"ماذا؟ حقا؟ هؤلاء غريبو الأطوار مع تلك الوشوم اللعينة على جبهاتهم؟"

أجابه (مايك الطاعن): "أجل، كن حذرا عند التعامل معهم."

وكانوا أولئك هم العصابات البارزة والتي تسيطر على السجن ظاهرياً، فقال (أورين):

"حسنا، أعتقد بأنني فهمت. سوف أذهب لأتحدث إلى (كلاميتي) أولاً."

عندما تحرك (أورين) ليذهب إليهم أمسكه (مايك الطاعن) من ذراعه وقال:

"ليس بهذه السرعة يا (أورين). أنت جديد هنا، فأنت لا تعرف كيف تتحدث لهؤلاء الناس. أما أنا فأعرف. لقد بقيت محبوساً هنا لعقدين من الزمن. وأعرف ماذا سيقولون، ماذا يريدون وكيف ستكون ردة فعلهم على كلامك. يجب أن تكون مستعداً، لا أريدك أن تُقتَل. دعنا نتمرن أولاً، أنت إلعب دور نفسك وأنا سألعب دورهم."

أعجبت (أورين) فكرة التمثيل وقال له: "حسنا، يبدو ذلك جيداً."

يتبع..

2022/02/09 · 98 مشاهدة · 1451 كلمة
نادي الروايات - 2024